عظه وعبرة

تاريخ التسجيل : 13/10/2011 العمر : 34

حدّث الفضيل بن الربيع قال.....حج امير المؤمنين هارون الرشيد ثم جاءنى فخرجت اليه وقلت له يا امير المؤمني
لوارسلت الىّ لأتيتك

قال ويحك قد حاك فى نفسى شىء فانظر لى شخصا اسأله

قلت هاهنا سفيان بن عيينه
قال امضى بنا اليه
فأتيناه فقرعنا الباب ..فقال من؟
قلت اجب امير المؤمنين
فخرج مسرعا وقال ياأمير المؤمنين لو ارسلت الىّ لأتيتك
فحادثه ساعة ثم قال له أعليك دين؟
قال نعم
فنظر الرشيد الىّ وقال إقض دينه
فلما خرجنا من عنده قال الرشيد ما اغنى عنا صاحبك شيئا فالتمس لى شخص آخر
فقلت هاهنا عبد الرزاق بن همام
فقال امضى بنا اليه
فأتيناه وطرقت الباب فقال من ؟
قلت اجب امير المؤمنين
فخرج مسرعا وقال ..ياأمير المؤمنين لو ارسلت الىّ لأتيتك
فحادثه هارون ساعة ثم قال اعليك دين ؟
قال نعم
قال الرشيد اقضى دينه
فلما خرجنا من عنده قال الرشيد ما أغنى عنا صاحبك شيئا فالتمس
لى شخص آخر اسأله
فقلت هاهنا الفضيل بن عياض
قال امضى بنا اليه
فأتيناه فإذا هو قائم يقرأ آية من القرآن ظل يرددها
قال فقرعت الباب فلم يرد
قلت اجب امير المؤمنين فلم يرد
فقلت اما عليك طاعه؟
قال نعم ولكن ليس للمرء ان يذل نفسه
ثم فتح الباب وارتقى الى غرفة واطفأ السراج والتجأ الى ركن وجلس
وجعلنا نجول فى الظلام حتى سبقت كف الرشيد اليه
فمسك كف الرشيد وقال ..يا لها من كف ما الينها ان نجت غدا من عذاب الله
فقلت فى نفسى ليكلمنّه اليوم بكلام قوى من قلب تقى
قال الرشيد خذ هذا لمجيئنا اليك واعطاه مالا
فقال الفضيل..إن عمر بن عبد العزيز لما ولى الخلافة دعا سالم بن عبدالله
ورجاء بن حيره ومحمد بن كعب وقال لهم انى قد ابتليت بهذا البلاء
فأشيروا علىّ فعد الخلافة بلاء وعددتها انت نعمه خذ مالك لا اريده
ثم واصل وقال قال سالم لعمر بن عبد العزيز
إن اردت النجاة من عذاب الله فصم عن الدنيا وليكن افطارك منها الموت
وقال محمد بن كعب ان اردت النجاة غدا من عذاب الله فليكن كبير المؤمنين لك ابا
واوسطهم لك اخا واصغرهم لك ابنا
فوقر اباك واكرم اخاك واحنو على ولدك
وقال له رجاء ان اردت النجاة غدا من عذاب الله فأحب للمسلمين ماتحب لنفسك
واكره لهم ماتكره لنفسك ثم مت ان شئت
وانى اقول لك يا أمير المؤمنين انى اخاف عليك من يوم تزل فيه الاقدام
فهل معك رحمك الله من يشير عليك بهذا؟؟؟؟؟؟
فبكى الرشيد بكاء شديدا حتى اغمى عليه
فقلت لإبن عياض ارفق به
فقال تقتله انت وأمثالك وارفق به انا؟ النصح رفق
افاق الرشيد وقال زدنى رحمك الله
فقال يا امير المؤمنين بلغنى ان عمر بن عبد العزيز شكى اليه احد ولاته
فكتب اليه قائلا ...يا اخى اذكرك بطول سهر اهل النار فى النار مع خلود الابد
فلما قرأ الوالى رسالة عمر طوى البلاد حتى قدم الى عمر
فقال له عمر ما اقدمك علينا ؟
فقال الوالى خلعت قلبى بكتابك هذا والله لا اعود لولاية مرة اخرى
فبكى الرشيد مرة اخرى ثم قال زدنى
فقال يا حسن الوجه انت الذى سيسألك الله عن هذا الخلق يوم القيامه فإن استطعت ان تقى هذا الوجه
النار فافعل وإياك ان تصبح او تمسى وفى قلبك غش لأحد من رعيتك فإن رسولنا الكريم (ص)
يقول من اصبح لهم غاشا لم يرح (يشم) ريح الجنه
فبكى الرشيد بكاءا شديدا ثم قال اعليك دين ؟
قال نعم دين لربى فالويل لى ان سألنى والويل لى ان لم الهم حجتى والويل لى ان حاسبنى على زلاتى
ثم انفجر يبكى كما يبكى العصفور المبلل بالماء
فقال الرشيد ام لك دين لعباد الله؟
فقال ان ربى امرنى ان اصدق وعده واطيع اغمره فقال(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )
قال الرشيد هذه الف دينار تقوّى بها على عبادتك وانفقها على عيالك وشد بها حاجياتهم
قال سبحان الله ادلك على طريق النجاه وتكافؤنى بمثل هذا؟
ثم صمت فلم يتكلم حتى خرجنا من عنده
فقال لى الرشيد ان سألتك ان تدلنى على شخص فدلنى على مثل هذا
فلما انصرفنا دخلت عليه زوجته وقالت له ياهذا قدترى ما نحن فيه من ضيق الحال
فلو اخذت المال لتسد به حاجتنا
فقال لها ان مثلى ومثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبه فلما كبر نحروه واكلوه
فلما سمع الرشيد الكلام وهو بالباب قال نرجع لعله يأخذ المال
فلما علم الفضيل بعودتهم خرج وجلس على سطح الغرفه فجاءه الرشيد يكلمه فلايرد عليه
ثم انصرفنا وتركناه